Saturday, December 29, 2007


بين السرايا واليرزة: قصّة أسطورتين | جريدة الأخبار
بين السرايا واليرزة: قصّة أسطورتين

جان عزيز

إشكال ترقية ضباط الجيش، بين السرايا واليرزة، يبدو تعبيراً مكثّفاً لكل تاريخ الدولة اللبنانية، وللبنان ما بعد الطائف، وخصوصاً للآتي من الأيام والسلطة. ذلك أن ثمّة غنى هائلاً في الموضوع، ودلالة على الكثير الكثير.
فمن جهة أولى، يستحضر الإشكال المذكور تاريخية مؤسسة الجيش في صلب الكيان اللبناني ونظامه والميثاق. ومن جهة أخرى يستذكر جدلية نظرة السرايا إلى ذلك الكيان وسلطته. ومن جهة ثالثة يستعيد تأريخ العلاقة بين «الوزارة» في اليرزة و«الوزارة» في السرايا.
فمنذ الجمهورية الميثاقية والاستقلالية سنة 43، يقع الجيش في مكان ملتبس غصباً عنه، لجهة نظرة مواطنيه إليه. طيلة ثلاثة عقود على الأقل، ظلّ المسيحيون ينظرون إليه على أنه «جيشهم الإمبراطوري»، الذي يحكمون بواسطته ومن مركز «متروبولهم»، «الجاليات» الأخرى في لبنانهم الكبير. وهو ما تزامن مع نظرة معاكسة من المسلمين إلى الجيش، على أنه حامي النظام الأقلّوي الظالم، بقوة التهديد بالقوة، وإن من دون استخدامها. وقد تكون أحداث ما بين عامي 69 و75، دليلاً ساطعاً على تبلور هذين الإحساسين المتناقضين داخل الوطن الواحد. وبلغت هذه البلورة ذروتها يوم تظاهر المسيحيون تأييداً للجيش، ويوم تحدثت قمة عرمون عن تكريس الفدائيين الفلسطينيين جيش المسلمين في لبنان....


Powered by ScribeFire.

No comments: