Saturday, May 10, 2008

جولة بيروت ليست كافية لإحداث تغيير سياسي | جريدة الأخبار
ابراهيم الأمين

ومع ذلك، فإن الانهيار الذي أصاب البنية العسكرية الشكلية لفريق 14 آذار في بيروت ومحيطها، لم يشمل فقط العناصر الذين جرى تدريبهم وتجميعهم بفوضى وخفّة لا سابق لهما خلال العامين المنصرمين، وهي العملية التي استندت إلى تعبئة قامت على هياج عاطفي إثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وجرى النفخ فيها حتى صوّرت بأنها تمثّل واقعاً يصعب تجاوزه، ثم جرى إيهام الناس بأن فريق السلطة يمثّل الأكثرية الحقيقية في لبنان، وصار أقطاب هذا الفريق يفبركون حكايات عن لبنان واللبنانيين، وينشرونها عبر وسائل إعلامهم ثم يصدّقونها هم ويتصرفون على أساس أنها حقائق، إلى درجة أنه ليس هناك أي تفسير سياسي أو عقائدي أو إنساني أو حتى أخلاقي لتمسّك الرئيس السنيورة بمنصبه: هل هو ينتظر المزيد من الدم والنار في بيروت وبقية المناطق، هل هو يصدق فعلاً أنه يمثّل قيم الحرية السيادة والاستقلال؟ أم يعتقد فعلاً أنه يمثّل المخلّص للأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية التي يتحمّل هو نفسه جزءاً كبيراً من المسؤولية عن خططها ووسائل تنفيذها؟ أم هو يعتقد أن جحافل من اللبنانيين سوف تسير على طرقات لا تتسع لها تطالبه بالبقاء في منصبه وتفديه بروحها وأولادها وما بقي من أموالها؟
...

No comments: