Monday, May 12, 2008

من يقدر على فتح كوّة بين حزب الله و«المستقبل»؟ | جريدة الأخبار
. ذلك أن المعضلة الرئيسية التي واجهها تيار المستقبل هي عدم إدراكه الحقيقة السياسية التي يمثلها كونه أحد الأعمدة الثلاثة للتجديد السياسي الذي واجهه لبنان خلال العقدين الأخيرين، وهي الحقيقة التي يجب أن تقوده إلى البحث عن صيغة للتفاعل وليس للتواصل مع الحيويتين المسيحية التي يمثلها تيار العماد ميشال عون والشيعية التي يمثلها حزب الله. وهو تفاعل كان يجب أن يقود إلى آلية أخرى وشكل آخر من إدارة السلطة، والأخذ في الاعتبار أن لا عون ولا حزب الله كانا جزءاً من المرحلة السابقة. مما يعني التعامل بطريقة مختلفة مع الشراكة التي تتطلب تفاهمات وتنازلات من النوع الذي كان الحريري الأب يجيده، لا من موقع الضعف بل من موقع إدارك الوقائع السياسية. وإذا كان يقال الآن لحزب الله إن القوة لا تكفي لإدارة البلاد، فإن قوة المال والدعم الخارجي لا يسمحان بإدارة مدينة فكيف بإدارة بلاد بأسرها.
أما من الجهة المقابلة، فإن حزب الله يعي، بالحساسية التي يمثلها، وبعقله السياسي والأمني، أنه لا يمكن ترك امبراطورية المستقبل تنهار بهذه الطريقة، وعليه الانتباه إلى أن حلفاءه من السنّة لا يمثّلون القوة القادرة على إدارة الشراكة، بل هم في موقع ضعيف أصلاً، وبالتالي فإن البديل الفعلي من تيار الحريري إن خرج أو أخرج من اللعبة، هو التيار السلفي الذي يتمتع بقاعدة أيديولوجية من النوع الذي يعيش على التعبئة المذهبية، وها هي رسائل تنظيم «القاعدة» أو المجموعات العاملة في فضائه بدأت تظهر عبر المواقع الإلكترونية وتعلن رأيها، وفيه إدانة لفريق الأكثرية باعتباره «قوة موالية لأنظمة الكفر والفساد في المنطقة، وعميلة للولايات المتحدة الأميركية»، لكن فيه إشارة إلى أن حزب الله لا يهاجم «سوى أهل السنّة».

No comments: