Thursday, June 05, 2008

جريدة النهار
...
لكن اذا كان رئيس الجمهورية باحثا عن آليات تفعيل دوره، فهل سيكون غير واقعي دعوته الى انتهاج مشروع يمكن ان نسميه:
"التهميش الذاتي" داخل شبكة مصالح الطبقة السياسية مقابل امتلاك حرية الضغط المدروس عليها من خارجها في المسائل المتعلقة بادارة الدولة. وهو ضغط يمكن ان يُمارس بالابتعاد عن سياسة التزاحم على التعيينات والنفوذ مقابل استخدام وسائل الضغط المعنوي بالامتناع عن التوقيع على المحاصصات الفضائحية في التعيينات الادارية، والسياسة الاقتصادية، وبالتوجه المباشر الى الرأي العام: "الهامشية" هنا قد تتحول الى قوة جارفة اذا امتلكت الدقة السياسية والشجاعة.
هل من الواقعي ان نطالب ميشال سليمان الشخص بهذا الدور؟ هل هو مهيأ له أصلاً اذا ظهرت درجة من الارتباط الوثيق بينه وبين وجوه تقليدية في السياسة اللبنانية؟
في هذا النظام الطائفي، لم تعد ممكنة ولادة "الشهابية" من موقع رئاسة الجمهورية. فهذا النظام الطائفي في ذروة طائفيته، والعميل في ذروة عمالته، هو الآن في ذروة "انغلاقه".

•••
علينا ان نذكّر الرئيس سليمان، ان اهم واخطر ما فعله "رمزيا" الرئيس فؤاد شهاب لم يكن سنوات حكمه على اهمية المحاولة المؤسساتية... ولا عدم تجديده عام 1964... وانما بيان رفض ترشيحه عام 1970... بيان اليأس من النظام السياسي القائم، وطبقته السياسية.
يجب ان يُعلّق هذا البيان في مكتبك الخاص (لا الرسمي). انه اهم بيان في تاريخ الجمهورية منذ 1920.
ونحن نضعك تحت الامتحان...
انطلاقا من "خفض التوقعات".

جهاد الزين

No comments: