Tuesday, February 17, 2009

الموت لأميركا... لكن بوش ضرورة، وأوباما خطر

الدوحة ـ جان عزيز

عشرات الأمتار فقط، تفصل بين فندقي «فورسيزنز» و«شيراتون» في دوحة قطر. غير أن عالمين متباعدين متناقضين، قاما بينهما، طيلة الأيام الماضية.
في الفندق الأول، كانت الدورة السادسة لمنتدى «أميركا والعالم الإسلامي». حشد من الأسماء اللامعة: مادلين أولبرايت، دايفيد بترايوس، مارتن إنديك، عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي، وسيل من الباحثين والدارسين والمهتمين من واشنطن والجوار... يقابلهم مسؤولون من دول عربية وإسلامية عدة: بثينة شعبان، برهم صالح (نائب رئيس الحكومة العراقية) سعد الدين إبراهيم، عمرو خالد وكثيرون من أصحاب الألقاب والتجارب والسير...
وسرعان ما عُلِّق المشجب بين الطرفين. وبتسرُّع مطلق، تهافتوا ليعلقوا عليه كل مآسي عالم المليار ونيّف، منذ ألف عام ونيّف.
مات جورج بوش، عاش باراك أوباما، تلك كانت تقريباً «ردِّية» كل الكلمات. واكتملت مع تلك «الميا كولبا» الأميركية الممجوجة. حتى إنه عندما تحدث برهم صالح عما سماه مساعدة واشنطن على إقامة الديموقراطية في بلاده، قاطعته أولبرايت بحزم، معلنةً أنها تعتبر الحرب على العراق، أكبر كارثة على سياسة بلادها الخارجية. صفّق الحضور، تابع الممثلون أدوارهم.

كل ذلك غاب عن المنتدى. لم يسأل أحد عن سبب عجز مليار ونيف، عن إقامة ديموقراطية واحدة. لم يسأل واحد عن سبب هذا التباين بين ردّي فعل الفيتناميين وأبناء هذا العالم، حيال حربَي واشنطن على الاثنين: لماذا لم يخرج فيتنامي واحد لينفّذ عملية عنفية ضد مدني أميركي واحد أثناء حرب فيتنام؟ علماً أن جونسون وخلفه، أسقطا على تلك الأرض نحو خمسة أضعاف ما أُنزل في الحرب العالمية الثانية من قوة نارية. ولماذا في المقابل، جاء أربعة عشر انتحارياً من انتحاريي 11 أيلول، من دولة غنية مفرطة الثراء، لا مشكلة تنمية فيها ولا فقر ولا عوز ولا حاجة؟
كل ذلك غاب عن المنتدى. لم تسأل امرأة واحدة مشاركة، لماذا أنا لم أرث ولم أورث يوماً كشخص بشري؟ ولم يسأل رجل واحد: لماذا أنا لا أعرف صندوق الاقتراع، ولا تناوب السلطة، ولا الإعلام الخاص، ولا القضاء المستقل، ولا حرية الضمير في المعتقد، ولا في تغيير المعتقد؟
...


No comments: