لبنان الذي نريد

محمد أنيس النصولي
لبنان الذي نريد لن يكون إذا أكملنا مسيرة التخوين والتهم والتشنج. لبنان الذي نريد لن يقوم إلا إذا شارك الجميع بالحوار ولم نضع أحداً خارج الصورة أو نعزل أي فئة كائناً من كانت. أو نتهم هذا بالعمالة لسوريا وإيران وذاك للغرب وأمريكا. وتوقفنا عن إعطاء شهادات سلوك بالحرية والسيادة والإستقلال. لبنان الذي نريد لن يقوم إلا إذا توقفنا عن محاكمة النوايا. ووضعنا أسساً سليمة ودائمة لمصالحة صادقة داخل الطوائف وبين بعضها والمذاهب.
لبنان الذي نريد لن يقوم حتى نضع قانوناً للإنتخاب قائماً على تقسيم لبنان إلى اثنتي عشرة دائرة أو أقل, وعلى أساس النسبية حتى تتمثل جميع التيارات في برلمانه فتؤسس لحياة تشريعية متجددة نشطة هي الأساس. فالمطلوب كثير في ميدان الإصلاح, هناك إصلاحات هيكلية ضرورية في الإدارة كإنشاء وزارة للتصميم وإلغاء جميع المجالس والصناديق ووضع خطة خمسية وعشرية للإنماء الإقتصادي والمالي والإجتماعي وإصلاح هيكلية الوزارات جميعها وبالأخص في الطاقة والكهرباء والإتصالات والسياحة والدوائر الحكومية جميعها, وهناك إصلاحات أساسية في الإقتصاد من زراعة وتنمية ريفية والصناعة والمؤسسات الصناعية وسوق العمل والعمالة. ونظرة جديدة إلى البيئة وإدارة الموارد الطبيعية والتنظيم المدني والتوعية البيئية في المدارس والجامعات. وهناك ضرورة في الإصلاح المالي تضع أهدافاٌ وسياسات لإدارة المالية العامة والدين العام وإطفائه مع الوقت. ومع هذا وذاك هناك ضرورة لمراجعة السياسات الإجتماعية وإنشاء شبكات أمان تعمّ لبنان عن طريق وزارة الشؤون الإجتماعية في أمور الصحة والطبابة والدواء والشيخوخة والطفولة المعذبة.
وقبل كل هذا وذاك سياسة تعليمية تقوي وتنشر وتعمم التعليم الرسمي الجيد على كافة مستوياته في كل لبنان على أن تكون الدارسة الجامعية والمهنية متصلة بسوق العمل والعمالة في لبنان وبلاد الانتشار. وتعطى الثقافة أهمية كبرى حتى يظل لبنان سباقاً في هذا الميدان كما في ميدان التعليم الخاص والطبابة الخاصة والمستشفيات الخاصة, فيكون الأول في الشرق الأوسط في هذا الميدان.
كل هذا لن ينجح إن لم يكن لدينا قضاء منظم منزه قادر شجاع سريع وصادق. وإن لم نضع بعض الجهد في احتواء المقاومة الشريفة القادرة وجعلها بقيادة الجيش الوطني القوي المكتفي جزءً من الإستراتيجية الدفاعية القادرة على ردع الأعداء.


بيروت في 12-6-2009