من شبّ على شيء شاب عليه

محمد أنيس النصولي

نحن لسنا مشاهدين فقط, نحن جزء لا يتجزأ من هذا التيار, نحن جزء من هذا الشعب العظيم الذي أراده زعيم عظيم والذي سوف يستمر أبد الدهر ما دام لبنان, نحن جزء من الإصلاح والتغيير الذي أردنا والذي أرادته زعامتنا التي تنهل من أرادتنا من أجل لبنان. لا يهمنا التشنج والإتهامات والتراشق ولا يهمنا هدوء داخلي يقوم على السكوت على الفساد والبناء على الباطل وتسكير الجرح على زغل , جرح وزغل الديون العظيمة والفقر والإفقار والفساد والإفساد والتهجير وبيع لبنان للأجانب ولو كانوا إخواناً عربا, لن نسكت على تعهير الانتخابات وتزويرها بالكذب والنفاق والتدجيل والإفتراء العنصري حتى من الإعلام ومن بعض الذين وضعوا زوراً في أماكن عالية لا تمس, لن نسكت على نقل النفوس من دائرة إلى أخرى ظلماً وعدواناً وفتح باب البيع والشراء يوم الإنتخابات بتمويلٍ نفطي, كان من الأفضل صرفه على أطفال غزة, وهذا كما في سوق للجواري, وفتح الإنتخابات سوقاً للنخاسة لكل من ضرب الباب وطلب المراقبة وهو يمثل جواسيس العالم جاءوا بإسم الديمقراطية البائسة والمحافظة عليها ليراقبوا تنفيذ المؤامرة. لم نسكت قبل ذلك ولم نستكن على حروب قذرة وزعامات محتالة مجرمة أكلت أموالنا وأودت بأحبابنا شهداء, وعصابات أحرقت الأخضر واليابس مدة أربعون عاماً لنصل إلى التخلي عن مبادئنا وأهدافنا " فمن شبّ على شيء شاب عليه", ولن نتغير: نريد الإصلاح, نريد التغيير, نريد الحق ,نريد الحقيقة, نريد ما نشئنا عليه من مبادئ غالية طاهرة ومقدسة. نريد لبناناً يتمثل فيه كل هذا.
لا يسعنا السكوت فالمؤامرة أكبر من ذلك بكثير هم كانوا يريدون الحصول على ثلثي السلطة التشريعية لينهوا قضية اللاجئين ويريحوا إسرائيل منهم على حساب لبنان. وهمهم الأكبر الحفاظ على إمدادات النفط للغرب الذي أصبح واحداً ومداخيله للقلة القليلة. ولا بأس إذا أعطوا إسرائيل ما نحتاجه نحن من مياهنا, وقسموا لبنان إمارات على طراز إمارات طويل العمر بعد أن يقضوا على المقاومة وألوف مؤلفة من هذا الشعب.
لن نتغير ولا نريد المشاركة على أسس المحاصصة والمغانم المشتركة. لن نصدقهم "فلا يلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين". أو لا تذكروا الأعوام الأربع الماضيات؟. لا يصح العمل معهم إلا على أسس واضحة وشروط معروفة ظاهرة وطرق عمل مختلفة متجددة تضعها المعارضة يداً واحدة.


بيروت في 18-6-2009