Tuesday, September 08, 2009

             كفى

محمد أنيس النصولي
بيروت في 9-9-2009

كفانا نحن السنة جهل, وجهالة, وغوغائية. رياض الصلح كان عظيماً ,وحيداً ولم يستطع للأسف الشديد أن يعطي سنة لبنان نظرته في السيادة والاستقلال والمحافظة على أفضل العلاقات مع إخواننا المسحيين في الوطن, فجاء بعده زعماء سنة أحرقوا لبنان ليشعلوا سيجاراً وباعوه من أجل حفنة من الدولارات وتآمروا على بلدهم مع جميع العرب دونما أن يرف لهم جفن وهم يرمون به, وبأهله, في غياهب الحرب الأهلية والقتل, والدمار, والتهجير بإسم حقوق السنة وهم يتسترون وراء المقاومة الفلسطينية حتى توهمت هذه أن باستطاعتها استبدال فلسطين بلبنان. في المقابل يجب الاعتراف أن المارونية السياسية كانت وقتها من العند, وقصر النظر, وقلت الصبر, والقوقعة, والإستعلاء مما جعلها تذهب في دروب التسلح والحرب الأهلية بقساوة ووحشية لا حدّ لهما. فبإسم حقوق السنة خرّب البلد وهدمت أسواقه وكانت بأكثريتها لأهل بيروت السنة فأفقروا وأخرجوا من بيروت إلى أواسط الجنوب واستعبدوا بأبخس الأثمان. وبإسم المحافظة على الحقوق المسيحية ورفاهية المجتمع المسيحي هجر هؤلاء من مناطقهم ومن لبنان ولا زالوا مهجرين. ودخل تجار الهيكل وجيوبهم ممتلئة بأموال النفط لكي يمولوا الحرب الأهلية والتهديم, والإفقار, والإفساد وحتى يستولوا على البلد ويحيلوا أهله وبالأخص السنة منهم إلى عبيد ومن ثم الباقين. أصبح لبنان جمهورية موز بإدارة عصابات عند كل مفصل من مفاصل الحياة فيه هدرٌ, وسرقة, وشراء ذمم وزعامات, وديون تتعاظم كل يوم منذ سبعة عشرة عاماً لغاية في نفس يعقوب , ثم تحولنا إلى أمارة الضريح مع "طويل العمر", وجمعية من المستفيدين, وبلاط وحاشية, وجيش من الجهلاء يدعون العلم ويخلطون بين جرف مقبرة السنطية والقضاء على تراث أهل بيروت وبناء أسواق كانت أصلاً مبنية ولم يغيروا فيها إلا زيادة في الإستثمار لبلوغ جيوب أهل النفط.
نسينا كيف كنا نطالب بحقوق السنة وأصبحنا سنية سياسية بدل المارونية السياسية والكل يده في جيوب الزعامة الأوحدية وجيوب أسيادها: الإعلام المأجور, الزبانية الذين جعلنا منهم أعضاء في السلطة التشريعية وفي البلديات, والمجالس, والصناديق, والناخبين. وأصبحنا بعد أن كنا نهدد في أيام تقاطع العسكرية السورية والمال السعودي بسكاكين وعصي الغوغاء في خلية حمد. أصبحنا اليوم تحت رحمة كراز بالي يدعي العلم ويطالب بالتوطين. نحن هنا ندعو أن يسن قانون يحاكم بموجبه كل من يدعي إلى التوطين بالخيانة العظمى. فدستورنا واضح جداً لا توطين ولا تقسيم ولن يلعب اللبنانيون لعبة الحرب الأهلية مرة أخرى. كفى , لن نقبل بإسم السنة أن نصبح إمارة للضريح وأن يصبح النائب المكلف تأليف الوزارة الحاكم بأمره وكأننا في دولة من الدول إياها. حان الوقت لكي يتولى الحكماء في هذه الجمهورية, ورئيسها أولهم, إيقاف كلٍّ عند حده وفتح باب  الحوار حتى ننجو بهذا البلد من الدين والمافيات والتوطين وسرقة مياه وتهجير أهله. وتعطى كل طائفة حقوقها كاملة في إدارة لبنان.







Powered by ScribeFire.

No comments: