Tuesday, January 05, 2010

باريس 3 = خصخصة وزيادة ضرائب وتجميد كتلة الأجور | جريدة الأخبار
محمد زبيب
شارك في الإعداد حسن شقراني...
في المقابل، تقدّمت الحكومة ببرنامج يتضمن التزامات محددة بزيادة الفائض الأولي في الموازنة عبر تجميد فاتورة الأجور وتقليص حجم القطاع العام وتقليص الإنفاق الاستثماري وزيادة العديد من الضرائب وتعرفات الخدمات وخصخصة العديد من القطاعات والمرافق، وطلبت من بعض المانحين والمقرضين تضمين هذه الالتزامات كشروط مسبقة لتنفيذ اتفاقيات التمويل، لإدراكها صعوبة إمرار مثل هذه الالتزامات في ظل الظروف السائدة، فسعت إلى الترويج أن لبنان سيخسر فرصة الاستفادة من هذا الكم من التمويل الميسّر إذا لم تستجب الحكومة لشروط المانحين الدوليين، فبدأ يزدهر خطاب غريب يتناقض مع شعارات «السيادة» المزدهرة، يقول بأن مشيئة «الواهب» هي أقوى وأعلى مرتبة من المصالح الوطنية والحقوق الاجتماعي
لقد وقّعت تلك الحكومة عشرات الاتفاقيات التمويلية، في إطار باريس 3، ومنها اتفاقيتان مع فرنسا والولايات المتحدة الأميركية تتضمنان شروطاً تقضي بخصخصة قطاعي الاتصالات والطاقة، علماً بأن التمويلات المرتبطة بهذين الشرطين تبلغ فقط 225 مليون يورو في الاتفاقية مع فرنسا و75 مليون دولار في الاتفاقية مع الولايات المتحدة
...
.كان يمكن حكومة سعد الحريري الحالية أن تنكب على تسوية هذا الواقع الشاذ،
ولا سيما أن بعض الوزراء حاولوا في لجنة صياغة البيان الوزاري أن يطرحوا
معالجات واقعية
، تقوم على إعداد برنامج إصلاح مالي واقتصادي واجتماعي
يتلاءم مع المتغيّرات والحاجات وإعادة التفاوض مع الجهات المقرضة لتعديل
الاتفاقيات المعقودة وإقرارها وفقاً لأحكام الدستور... إلا أن البعض لا
يزال يتعامل مع «باريس 3» كما لو أنه إطار أيديولوجي غير قابل للنقاش
،
والأغرب أن هذا البعض يصرّ على الترويج لبرنامج حكومة الرئيس فؤاد
السنيورة، كما لو أنه الحل لكل المعضلات، من دون أن يقرأ مضمون البرنامج
وظروف إعداده وأهدافه ونتائج التجارب في ظلّه، التي أظهرت عجز أي حكومة
توافقية عن تطبيقه إلا في إطار ديكتاتوري لا يحمل أيّ هم اجتماعي ولا يبدي
أي حرص على إيجاد مشروع للعبور إلى الدولة
... والأغرب أيضاً أنه لا أحد من
الداعين إلى تنفيذ البرنامج يريد أن يُطلع الرأي العام على محتواه الفعلي،
ومدى صلاحية الإجراءات التي يتضمّنها

حكومة السنيورة تفرض الشروط على نفسها

...فقد كشفت المواقف والاتصالات التي جرت أخيراً أن الجانبين الفرنسي والأميركي، لا يمانعان إعادة التفاوض على شروط الاتفاقيات المنبثقة من اجتماع باريس 3، إذا طلبت الحكومة ذلك
صرّحت سيسون بأن الشروط الواردة في الاتفاقية لاستفادة الحكومة من هبة بقيمة 75 مليون دولار لا تمثّل شروطاً أميركية، بل شروطاً طلبت الحكومة إدراجها، وبالتالي يمكن الحكومة الحالية أن تطلب إعادة النظر في هذه الشروط بحسب سياساتها




Powered by ScribeFire.

No comments: