رأسا حكومة الدولة الفاشلة | جريدة الأخبار

....
ومن أشكال فشل الحكومة، الملفات العالقة في دار الفتوى في بيروت، والتي لمّا تعرف بعد طريقها إلى القضاء ولا إلى استعادة المال المتسرّب هنا وهناك. ومن أسباب الفشل أيضاً تسفير من سيصبح مطلوباً لاستعادة الأموال منه، وعبر رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي ربما لا يعلم أنه حين يخرق القانون مرة، ولو من أعلى الهرم، فإن السلطة تفقد أولاً أهم مقوّماتها وقوتها غير المنظورة، ألا وهي «الهيبة». وتالياًََ، إن خرق القانون في المستويات العليا يبيح ويسهّل خرقه في المستويات الأدنى كلها.
الحكومة تفشل حين لا تقدر على وضع مجرم مدان بعملية اغتيال رئيس حكومة عند حدّه، وتتحالف معه قوى سياسية رئيسية، ومنها تيار رئيس الحكومة، وتضع جدول أعمال يدور بالرجل واتباعه في مختلف المناطق اللبنانية، ثم يصبح ممثّلوه الذين يحملون اسم ممثّلي كتلة القوات، أي الميليشيا العسكرية التي استلهمت حتى اسمها من الجيش الإسرائيلي «قوات الدفاع الإسرائيلية» (تسافا هاغناه ليسرائيل)، يدورون على موائد التكريم في المناطق. وتفشل الحكومة أيضاً وأيضاً حين تدخل العالم في التحقيق في اغتيالات، وحين تُحرف مسارات التحقيق عبر قوى سياسية يفترض أنها انتصرت في الانتخابات وكادت أن تجعلنا نخسر البلد بأكمله في الحكومة... ما قبل الماضية.

Powered by ScribeFire.