Tuesday, May 13, 2008

الأمر الواقع الجديد يحمل الموالاة والمعارضة على مراجعة الحسابات | جريدة الأخبار
في المقابل، وإن هي لا تزال تمسك بالغالبية النيابية والشرعية القانونية للحكومة، تبدو قوى 14 آذار في موقع حرج ومربك، وقد يكون مرشّحاً لأن يكون مكلفاً في الأيام المقبلة. لم يعد زعماؤها يستأثرون بتمثيل طوائفهم في الحكم والشارع. وهو ما كان يصحّ كاملاً على رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، وجزئياً على الرئيس أمين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع. ولم يعد في وسع الحكومة الاستمرار في سلطة فقدت كل عناصر قوتها. وبعدما طلبت قيادة الجيش منها التراجع عن قراري جلسة 5 أيار، ثمرة لاحتكامها إلى القيادة العسكرية، فإن حكومة السنيورة باتت عاجزة من الآن فصاعداً عن اتخاذ أي قرار بسبب عجزها عن تنفيذه على الأرض. وباتت عاجزة خصوصاً عن الاحتكام إلى صلاحياتها الدستورية في اتخاذ القرار وحمايته. وتحوّلت بفعل الأمر الواقع حكومة تصريف أعمال، من غير أن تحظى بالغطاء القانوني لهذه الصفة، أي استقالتها كي تكون كذلك. الأمر الذي لا يلحّ عليه أركان المعارضة، وتحديداً رئيس المجلس الذي يرفض المطالبة باستقالتها، بل يجد استقالة محتملة كهذه إحراجاً توقعه فيه الحكومة لأسباب شتى: أولها كي لا تصبح حكومة شرعية ودستورية وهما الصفتان اللتان تنكرهما عليها المعارضة منذ استقالة الوزراء الشيعة الخمسة، وثانيها كي لا تكون القرارات التي اتخذتها الحكومة في السنة ونصف السنة المنصرمة قانونية، وقد طعنت بها المعارضة التي تطالب بإلغاء بعضها، وثالثها كي لا يعود إليها الوزراء الشيعة الخمسة بحكم تحوّلها حكومة تصريف أعمال.

Powered by ScribeFire.

No comments: