Tuesday, May 13, 2008


ويؤكد النائب المستقبلي أنّه وزملاءه شعروا بانفلات الأمور من أياديهم و«أبلغنا من يراجعنا بأننا لا نمون على مهاجمي مركز القومي للتراجع».
وهكذا، انتهى اليوم الثالث من العصيان المسلّح بصورة غريبة تظهر مسلّحي تيار الحريري يجوبون شوارع طرابلس هستيريّاً، كان يمكن أن تؤدي إلى مقتل المئات منهم، وفق الرؤية العسكرية، لو قررت المعارضة إدخال العاصمة الثانية في أتون النار. إذ كان الأطفال والرجال يتشاركون في المواكب نفسها، حاملين أسلحة متنوعة لم يسبق لمعظمهم استعمالها. وقد أحرق هؤلاء عدة منازل، إضافة إلى مكاتب التيار الوطني الحر، حزب البعث، والنائب السابق عبد الرحمن عبد الرحمن.
هذه الصورة، يحلّل طبيب مقرّب من تيار المستقبل، كانت نتيجة أربعة عوامل: أوّلها، تقدير الأهالي لتصرّف المعارضة المنضبط في بيروت مع أبناء الشمال الذين كان يمكن أن يلقوا حتفهم لقاء الأربعمئة ألف ليرة التي تعطيهم إياها شركات المستقبل الأمنيّة. وثانيها، عدم تعثّر معارضي الشمال بأيّة خطوة ناقصة توفّر لأهل المستقبل ذريعة الانقضاض عليهم (ويحكي هنا آخرون أن معظم إطلالات المعارضين الشماليين الإعلاميّة ومواقفهم السياسية كان متفقاً عليها مسبقاً).
أما ثالثها، يتابع الطبيب، فيتعلق بضياع مؤيّدي المستقبل وانهيار معنوياتهم نتيجة السقوط المدوي لتيار المستقبل والحزب التقدمي في بيروت والجبل.
وقد ازدادت التشنّجات بين النواب بعد الاعتداء على القوميين نتيجة الحضور القوي للحزب القومي في بلداتهم وإدراكهم أن عودتهم إلى منازلهم باتت مستحيلة.
ورابع العوامل هو التحذير «الجدّي جداً» الذي وجّهه ضباط كبار في الجيش اللبناني إلى مسؤولي المستقبل يحذرون فيه من زجِّ السلفيّة التكفيريّة في الصراع القائم، وإبلاغهم المعنيين بأن مخابرات الجيش ترصد محاولات كهذه، وستتصدى المؤسسة لأي توجه مماثل.
هذه المعطيات توضح مشهد طرابلس أمس، وانشغال الناس بمتابعة حياتهم العاديّة في كلِّ الأحياء، دون استثناء تلك التي طالها الشغب. والناس، كما يجمع معظمهم، «ما خصّهم» بعد أن حيّد زعماء المدينة أنفسهم واتفقوا على حل خلافاتهم دون سلاح.


Powered by ScribeFire.

No comments: