Monday, August 17, 2009

اللقاء المصالحة والإتفاق الضرورة

منذ أن عاد العماد عون في سبعة أيار سنة 2005 إلى لبنان وسياسته تتأقلم تأقلماً جيداً مع الواقع اللبناني والعربي المحيط بلبنان. فهو رفض ضحالة شعارات 14 آذار وافتقادها إلى العمق الإجتماعي الإصلاحي  المالي الإقتصادي واقتصارها على شعارات وطنية فقط. كما رفض محاربة سوريا أو الدخول في عداء مع النظام السوري طالما أن سوريا خارج لبنان, ثم ذهب أبعد من ذلك عندما أسس باتفاق التفاهم مع حزب الله علاقة صادقة عميقة مخلصة أصبحت أكثر من معزة بعد وقوفه الوطني المشرف معهم في أوقات الشدة أي حرب تموز. وقد تحولت هذه العلاقة إلى علاقة ودٍّ وتفاهم بين المسحيين والمسلمين الشيعة في لبنان. وقد أنقذت هذه العلاقة لبنان من حرب أهلية يوم حرب تموز ويوم 7 أيار 2007, وكانت هذه العلاقة رافعة عظيمة لتكتل التغيير والإصلاح عند مشاركته بالحكم ما بعد الدوحة ولا تزال.
أما الزعيم وليد جنبلاط الذي كان يسير في خطٍ سياسي موازٍ للخط الذي سار عليه العماد عون قبل رجوعه إلى لبنان, فقد تخلى عن خطه هذا العربي الإشتراكي المؤيد للقضية الفلسطينية لكي ينضم إلى 14 آذار السائر في الركب الدولي المحاصر والمحارب للنظام السوري. وذلك حتى حوادث 7 أيار عندما تكشف له ضحالة التأييد الدولي وعدم قدرته على تغيير أي شيء خصوصاً بعد الانتصار المعجزة الذي حققه حزب الله في حرب تموز.
ومنذ ذلك الوقت حتى اليوم يسير الزعيمين في خطين وسياستين هما خط وسياسة واحدة ولا بد أن يلتقيا. وهذا اللقاء الذي نتمناه لقاء مصالحة واتفاق ضرورة نأمل أن يحصل في أقرب فرصة لا لغاياتٍ إنتخابية أو تغيير في الأكثرية بل لأن التقائهم ومصالحتهم القائمة على اتفاق وورقة تفاهم هو عودة الجبل ولبنان إلى لحمته القديمة التي كانت أساساً لتقدمه.
فالمصالحة التي تمت في أوائل الألف الثاني بين البطرك ممثلاً للمسحيين ووليد جنبلاط ممثلاً للجبل الدرزي لم تكن كافية, فهي لم تعيد للقلوب صفائها ولا للعقول حكمتها ولا للمصالح نقاط التقائها وظل التعامل بينهما قائماً على قاعدة غير مستقرة , وقد حان الوقت لأكبر زعيم مسيحي أن يمد يد التفهم والتفاهم وبدء بناء الثقة إلى الزعيم الجنيلاطي ومن وراءه المسحيين إلى بني معروف.
إذا ما تم هذا فتصفى القلوب وتجتهد النفوس إلى الالتقاء وتعود لحمة العيش المشترك ويعود المهجرون إلى الجبل ويبرأ الجرح الذي كان ولا يزال يمنع اللحمة الوطنية الضرورية. ويأرق لبنان ويمنعه من التمتع بعافيته الكاملة.
فقط عندها باجتماع كل من العماد عون والسيد حسن نصر الله والأستاذ وليد جنبلاط على أسس وطنية واحدة يمكن للبنان أن يلتفت إلى بقية القوى التي تؤلفه لكي يبدؤوا حملة الإصلاح الكبيرة التي تأخرت والتي قد تجعل من لبنان بلداً تصبح الكهرباء والماء وفرص العمل والبيئة الصحية وإمكانية النمو متوفرة للشباب اللبناني فيخف الفقر وتخف الهجرة.

محمد أنيس النصولي
بيروت في 17-8-2009





Powered by ScribeFire.

No comments: