Thursday, December 17, 2009

...
ما جرى مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة وزعيمة حزب كديما المعارض تسيبي ليفني التي أفلتت من قيود الشرطة البريطانية، بالامتناع عن السفر الى لندن، حيث كان يفترض أن تلقي محاضرة في مؤتمر يهودي، نقل مسألة الملاحقة القضائية الى حيز جديد، يصعب على أي مسؤول بريطاني أن يتخطاها ليس فقط لأنه يمس جوهر الديموقراطية البريطانية والغربية، بل أساسا لأنه يضع اسرائيل كلها في حالة حصار دائم، لا يمكن فكه إلا عبر إدخال تعديل جوهري على مسارها السياسي، الذي بات يمثل تحديا للغرب كله.
ما شاع في بعض التعليقات العربية على ما تعرضت له ليفني وغيرها من المسؤولين الاسرائيليين عن أن القضاء البريطاني أو الأوروبي تستخدمه بعض الأوساط الغربية من أجل ترويض اسرائيل وحكومتها الحالية المتمردة، ينم عن جهل وسوء تقدير. فثمة أساليب أخرى يمكن أن يلجأ اليها الغرب لمعاقبة اسرائيل وتؤدي الى تطويع الاسرائيليين بل حتى إخضاعهم لمتطلبات السياسة الغربية.. من دون اللجوء الى المحاكم، أو التشهير بالاسرائيليين باعتبارهم مرتكبي جرائم حرب.

درجة توتر اسرائيل إزاء هذه الملاحقات المتكررة لمسؤوليها الكبار، تختصر مأزقاً تواجهه الدولة التي كان الغرب يصفها باعتبارها إحدى معجزاته في القرن العشرين، وصار يخشى أن تصبح إحدى فضائحه في القرن الحادي والعشرين.




Powered by ScribeFire.

No comments: