Thursday, August 20, 2009

خصوصية الطوائف

خصوصية الطوائف
تموضع الأستاذ وليد جنبلاط في الأسبوعين الماضيين لإثبات خصوصية طائفة الموحدين الدروز وذلك بالإبتعاد باسم هذه الخصوصية عن تجمع 14 آذار وما مثله ويمثله في الأربع سنوات الماضية من حربٍ شعواء على المقاومة وسلاحها والنظام السوري ومطالب الانعزال "ولبنان أولاً" ومحاربة للعماد ميشيل عون حتى وصلنا إلى حدود حربٍ سنية شيعية كادت أن تحرق لبنان في 7 أيار 2008. كل هذا تراجع الزعيم الجنبلاطي عنه مع طلب الإحتفاظ بعلاقة الصداقة والمودة والتأييد لسعد الحريري الذي قبل ذلك "مجبر أخاك لا بطل" بعد أن اعترف أن جنبلاط قد كسر شوكته لا بل بالحقيقة عرّاه من الأكثرية التي تمنطق بها مدة أربع سنوات.
لقد استقبل هذا التحرك من جميع التيارات اللبنانية ما عدا تجمع 14 آذار بكل تفهم لا بل بالتأييد كون العائد إلى أحضان العروبة وفلسطين والممانعة وجبهة الصمود وسوريا آتٍ من بعيد من أحضان الغرب وبالأخص من أحضان المسيحية الجديدة المتعصبة لإسرائيل والعاملة على تمزيق الشرق بإسم الشرق الأوسط الجديد. أما 14 آذار فكان ردها رقيقاً, ضعف المحتاج, لا بل حاولت أن تجد الأعذار لتحرك الزعيم الجنبلاطي.
وكانت الإنتخابات قد جرت قبل ذلك على أساس برنامج وكلنا نعلم, غير ذلك بالمرة. لقد احترم الجميع خصوصية طائفة الموحدين الدروز, علماً بأنه لم يكن هناك معركة إنتخابية لدى الموحدين الدروز ولا لدى السنة ولا لدى إخواننا الشيعة. فلم تهدد خصوصيتهم وكانوا أحرار في انتخاب من يريدون دون معركة.
أما لدى الطائفة المسيحية فقد استثمر أكثر من مليار دولار أمريكي لهزيمة تيار الإصلاح والتغيير ونبذ العماد عون من الحياة السياسية اللبنانية. وكان مالاً نفطياً سنياً سعودياً رداً على سياسيته المنفتحة والرافضة لمحاربة سوريا وإيران الشيعية دائماً في منظار خلق فتنة سنية شيعية, إذا تمكنوا من ذلك, لإضعاف البلد وتنفيذ خططهم بالتوطين والتقسيم وسرقة مياهه, وامتهانٌ صارخ لحرمة خصوصية الطائفة المسيحية.
ولكن العماد عون وتيار الإصلاح والتغيير انتصر وكانت أكثرية المعارضة الشعبية أكثر من أكثرية الأكثرية, ولكن هل احترم أحد هذه النتيجة...أبداً. ولم يحترم أحد خصوصية الطائفة المسيحية, وفي حرب إعلامية وإعلانية مبرمجة وشعواء تبدأ بالنواب وتنتهي عند أصغر إعلامي, وحولوا القضية إلى "نسبة معطلة" ثم "ثلثٍ معطل", "ثم صهر معطل", عاملين على تعطيل حيثيات بقاء المسيحيين في لبنان حتى يحبطوهم فيخرجوهم وكأن سياسة الوصاية أو التي ادعوا أنها للوصاية مازالت تطبق في لبنان لإحباط وتخويف وتهجير المسيحيين والإحتفاظ ببعض الإنكشارية من أجل إنشاء الإمارات الشمولية المنتفعة التي لا تشبع. ولكن خاب فالهم وسنقف جميعاً من جميع الطوائف من أجل المساعدة على تجزر إخواننا المسيحيين في الشرق وفي لبنان لأنهم أساس أصالة هذا الشرق. وهذا التنوع الثروة.

محمد أنيس النصولي
بيروت في 20-8-2009

Powered by ScribeFire.

No comments: